للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو اسم فعل مبني على السكون، والتنوين فيه للتنكير، وقد بين القزاز الفعل الذي لعا اسمه، فقال: يقال: لعا لك الله، أي: نعشك الله، ورفعك، فلعا: اسم لنعش، كما أن هيهات اسم لبعد.

وحكى أبو عبيد في " الأمثال ": ومن دعائهم: لالعا لفلان، أي: لا أقامه الله، فجعل "لعا" اسما لأقامه الله، وهو قريب من القول الأول، لأنه إذا أقامه، فقد رفعه، وإذا رفعه، فقد نعشه، وقد رد عليه ذلك أبو عبيد البكري، وقال: هذا ما قاله أحد، وإنما قال اللغويون: لعا كلمة تقال للعاثر في معنى اسلم، وكذلك دعدع، وقد روي في حديث مرفوع أنه كره أن يقال للعاثر: دعدع، وليقل له: " اللهم ارفع وانفع"، وهذا ينظر إلى قوله عليه الصلاة والسلام: " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"، وتأويله أنه ينبغي له إذا نكب من وجه أن لا يعود لمثله، فابن دريد يقول: إن عثرت بعد أن نجت نفسي من هذه، فحقي أن يقال لي: لا لعا، لأني خالفت قول النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله: فإن عثرت جواب "إن" الشرطية الفاء في قوله: فقولا، وجواب إن الثانية: إن الأولى وما بعدها، والتقدير: وإن وألت نفسي، فإن عثرت بعدها، فقولا لالعا، ونظير هذه المسألة قوله تعالى: (فأما إن كان من المقربين فروح)] الواقعة/٨٩ [، قال أبوعلي: قد اجتمع هنا شرطان وجواب واحد، فليس يخلو من أن يكون جوابا لهما، أو جوابا لأما، أو لإن، فلا يجوز أن يكون جوابا لهما، لأنا لم نر شرطين لهما جواب واحد، ولو جاز هذا، لجاز شرط واحد له جوابان، وهذا لا يكون. ولا يكون جوابا لإن دون أما، لأن أما لم تستعمل بغير جواب، فجعل الفاء جوابا لأما، وأما وما بعدها جوابا لإن، وكذلك حكم البيت، كذا في شرح ابن هشام اللخمي لهذه المقصورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>