كد أبك من أم الحويرث قبلها وجارتها أم الرباب بمأسل
إذا قامتا تضوع المسك ... .. البيت.
وقوله: وإن شفائي .. البيت، تقدم الكلام عليه في "هل"، وفي عطف الإنشاء على الخبر من الباب الرابع، وقوله كدأبك، قال الزوزني: يقول: عادتك في حب هذه كعادتك في تينك، أي: قلة حظك من وصال هذه كمعاناتك الوجد بهما. وقوله قبلها، أي: قبل هذه التي شغفت بها الآن، والدأب: العادة، وأصلها متابعة العمل والجد في السعي. انتهى.، والباء في قبله: بمأسل متعلقة بدأبك، ومأسل: موضع، وقوله: إذا قامتا، ضمير الاثنين راجع إلى أم الحويرث وأم الرباب، وتضوع: فاح متفرقا، والمسك يذكر ويؤنث، وكذلك العنبر، ومن أنثه ذهب إلى معنى الريح، ورواه:" تضوع المسك" في باب الاتساع، وهو أن يأتي الشاعر ببيت يتسع فيه التأويل على قدر قوي الناظر، وبحسب ما يحتمله ألفاظه، فإن هذا البيت اتسع النقاد في تأويله، فمن قائل: تضوع مثل المسك منهما بنسيم الصبا، ومن قائل: تضوع نسيم الصبا منهما، ومن قائل: تضوع المسك منهما تضوع نسيم الصبا، وهذا هو الوجه عندي، ومن قائل: تضوع المسك منهما - بفتح الميم- يعني الجلد بنسيم. انتهى. والريا: الرائحة الطيبة لا غير، وجملة جائت بتقدير "قد" حال من الصبا، ونسيم الصبا: هبوبها بضعف، قال الدينوري