للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا ما حملنا حملة نصبوا لنا ... صدور المذاكي والرماح المداعسا

إذا الخيل جالت عن صريع نكرها ... عليهم فما يرجعن إلا عوابسا

قال أبو عبيدة في كتاب "أيام العرب": غزت بنو سليم ورئيسهم العباس بن مرداس مردا، فجمع لهم عمرو بن معدي كرب، فالتقوا بتثليث من أرض اليمن بعد تسع وعشرين ليلة، فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتل من كبار مراد ستة، وقتل من بني سليم رجلان، وصبر الفريقان حتى كره كل واحد منهما صاحبه، فقال عباس ابن مرداس قصيدته التي على السين، وهي إحدى المنصفات. انتهى.

قوله: فلم أر مثل الحي، أراد بالحي بني زبيد من مراد، قال المرزوقي: يقول: لم أر مغارا عليه كالذين صبحناهم، ولا مغيرا مثلنا يوم لقيناهم، فقسم الشهادة قسم السواء بين أصحابه وأصحابهم، وتناول بالمدح كل فرقة منهم، وانتصب "حيا مصبحا" على التمييز، وكذلك فوارسا تمييز، وتبيين، ويجوز أن يكونا في موضع الحال، فإن قيل: لم قال فوارس، والتمييز يؤتى به مفرد اللفظ؟ قلت: إذا لم يتبين كثرة العدد واختلاف الجنس من المميز، يؤتى بالتمييز مجموع اللفظ متى أريد التنبيه على ذلك، وعلى هذا قول الله تعالى: (قل هل ننبؤكم بالأخسرين أعمالا)] الكهف/١٠٣ [كأنه لما كانت أعمالهم مختلفة كثيرة نبه على ذلك بقوله: أعمالا، ولو قال عملا، كان السامع لا يعتقد في وهمه أن خسرهم كان لجنس واحد من أجناس المعصية، أو لعمل واحد من الأعمال الذميمة. وكذلك قوله: " فوارس" جمعه حتى يكون فيه إيذان بالكثرة. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>