عند العسكري، قال في كتاب "التصحيف": فيما غلط فيه النحويون، ومما قلبوه وخالفهم الرواة قول الشاعر: ليبك يزيد ضارع ... البيت، وقد رواه خالد والأصمعي وغيرهما بالبناء للفاعل من البكاء، ونصب يزيد. ومثله في كتاب " فعلت وأفعلت" لأبي حاتم السجستاني قال: أنشدنا الأصمعي: " ليبك يزيد ضارع"، أي بالبناء للفاعل، ولم تعرف العرب ليبك يزيد، أي: بالبناء للمفعول، وقال: هذا من عمل النحويين. وقوله: لخصومة: متعلق بضارع، والمختبط: الذي يأتي لطلب الإحسان، والمعروف من غير وسيلة، و "مما" متعلق بمختبط أو بضارع، و"ما" مصدرية أو موصولة، والعائد محذوف، أي: مما تطيحه الطوائح، يقال: أطاحته الطوائح، وطوحته، أي: قذفته الدواهي، وكان القياس المطيحات أو المطاوح، لكنه جاء على حذف الزائد، ونقل ابن خلف عن الأصمعي أن العرب تقول: طاح الشيء بنفسه، وطاحه غيره بمعنى طوحه وأبعده، فعلى هذا تكون الطوائح جمع طائحة من المتعدي، وفي "عباب" الصاغاني: طاح يطوح ويطيح. والبيت من أبيات لنهشل بن حري، رثي بها يزيد بن نهشل، نقلها ابن خلف في "شرح شواهد الكتاب " وهي:
لعمري لئن أمسى يزيد بن نهشل ... حشا جدث تسقي عليه الروائح
لقد كان ممن يبسط الكف بالندى ... إذا ضن بالخير الأكف الشحائح
فبعدك أبدى ذو الضغينة ضغنه ... وسد لي الطرف العيون الكواشح
ذكرت الذي مات الندى عند موته ... بعاقبة إذ صالح العيش صالح