للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاغتماض المصدر إلى الليلة، كما أضيف المكر إلى الليل والنهار في قوله عز وجل: (بل مكر الليل والنهار)] سبأ/٣٣ [، فانتصاب الليلة انتصاب المصدر لا انتصاب الظرف، وكيف يكون انتصابها انتصاب الظرف مع قوله بعد: وبت كما بات السليم مسهدا. انتهى.

وقال أبو بكر الزبيدى في كتاب "لحن العامة": يقال: بات بليلة أرمد: إذا لم ينم، فأما قول الأعشى:

ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا ... وبت كما بات السليم مسهدا

فأرمد: مكان فيما زعموا. انتهى. وعليه لا حذف في البيت أصلا، ويكون معنى البيت صحيحا بعطف "بت" على "لم تغتمض" ويكون الاستفهام منسحبا عليهما وهو للتقرير، والخطاب لنفسه على سبيل التجريد، واغتمضت عينه مطاوع أغمضتها، والاغتماض: انطباق الجفن على العين للنوم، والأرمد: الذى به وجع العين.

وقوله: وبت كما بات، قال الأزهرى: قال الفراء: بات الرجل: إذا سهر الليل كله في طاعة أو معصية، والسليم: الذى لدغته الحية، وسمى سليما للتفاؤل بالسلامة، والمسهد: المسهر الذى لا يترك أن ينام لئلا يدب السم فيه، فيموت، وروى المصراع الثانى:

وعادك ما عاد السليم المسهدا

والبيت مكن قصيدة للأعشى ميمون البكرى مدح بها النبى، صلى الله عليه وسلم، ولم يوفق للإسلام، وشرحنا بعض الأبيات التي بعده في الإنشاد الخامس والخمسين بعد الثلاثمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>