وكسر الزاى المعجمة: مرخم حزيمة، وهذا البيت يشهد بانفلاته، وشعر جرير يشهد بأسره، وهو:
قدنا حزيمة قد علمتم عنوة
ولا مانع منه بأن أدركه غير الكلحبة وأسره لما ظلعت فرسه
وقوله:"فقد تركت ... الخ " العرب كثيرا ما تذكر أن الحيل فعلت كذا وكذا، وإنما يراد به اصحابها، لأنهم عليها فعلوا، وأدركوا يقول: إن تنج يا حزيمة من فرسى، فلم تفلت إلا بنفسك، وقد استبيح مالك، وما كنت حويته وغنمته، فلم تدع لك هذه الفرس شيئا
وقوله:"ونادى منادى الحى ... الخ " كان الكلحبة يعتذر من انفلات حزيمة، يقول: أتى الصريخ وقد شربت فرسى ملء الحوض ماء، وخيل العرب إذا علمت أنه يغار عليها وكانت عطاشا، فمنها ما يشرب بعض الشرب، وبعضها لا يشرب البتة، لما قد جربت من الشدة التي تلقى إذا شربت الماء وحورب عليها، وجملة قد شربت حال، وقوله:"وقلت لكأس البيت" كأس بنت الكلحبة، وقيل جاريته، والعرب لا تثق في خيلها إلا بأولادها ونسائها. وقوله: لنفزعا، أى: لنغيث، يقول: ما نزلت في هذا الموضع إلا لنغيث من استغاث بنا، والفزع من الأضداد، هنا بمعنى الإغاثة والاستغاثة.
وقوله:" فأدرك إبقاء .. البيت" العرادة بفتح العين والراء والدال المهملات: اسم فرس الكلحبة كانت أنثى، والإبقاء: ما تبقيه الفرس من العدو إذ من عتاق الخيل ما لا تعطى ما عندها من العدو، بل تبقى منه شيئا إلى وقت الحاجة، يقال: