أي: لا أنام الليل فأنا متيقظ أبدًا, وروي «سمعمع» أي: سريع خفيف, وهو في وصف الذئب أشهر, وإضافتها إلى الليل للملابسة والتأكيد, وقد أوضح المراد منه بقوله: كأني جني, على ما جرت عليه عادة العرب من زعمهم أن الجن إنما تسرح ليلًا, ولأنه يفترس ما يراه, ومن يراه ينخلع قلبه ويدهش من شدة الخوف.
وأورد الحسن السكري في أواخر شعر هذيل مثل هذا الرجز قال: خرجت بنو صاهلة من الليل, فأدركهم الطلب وفيهم رجل من بني ظفر يقال له كليب, فقال:
أنا كليب ومعي مجني ... بازل عامين حديث سني
أضرب رأس البطل المعن ... حتى يميطوا في الخلاء عني
لمثل هذا ولدتني أمي
وقال: المعن, بكسر الميم وفتح العين المهملة وتشديد النون: الذي يعترض للبلاء والشر والبغي, ويميطوا, يتنحوا في خلاء الأرض. انتهى. فإن كان قائل هذا جاهليًا فهو السابق, وإن كان إسلاميًا فهو متبع.