للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وناهدة الثديين قلت لها اتكي ... على الرمل من جنباته لم توسد

فقالت على اسم الله أمرك طاعة ... وإن كنت قد كلفت ما لم أعود

فلما دنا الإصباح قالت فضحتني ... فقم غير مطرود وإن شئت فازدد

فبتنا دوين الحي يضربنا الهوى ... نلذ كما شئنا وإن لم نجرد

وقامت كمثل الغصن يهتز ردفها ... وتلفظ شيئاً من جمان مبدد

قد ازددت منها واتشحت بمرطها ... وأشفيت نفسي من رضاب مبرد

ولهذا الأبيات حكاية سقناها في الإنشاد السابع والأربعين بعد المائة.

وقوله: وناهدة، ، أي: رب ناهدة، ونهد ثدي الجارية إذا ارتفع وكبر، واتكي: توسدي واعتمدي، وجملة "لم توسد" حال من التاء في قلت، وأصله: لم تتوسد.

قوله: على اسم الله، متعلق بمحذوف على أنه حال، وعلى بمعنى مع، والمقول محذوف تقديره: فقالت أفعل مع ذكر الله للتيمن، والأمر هنا خلاف النهيـ وقوله: وإن كنت قد كلفت، يجوز أن يكون بضم التاءين، وكلفت بالبناء للمفعول، ويجوز فتح التاءين، وكلفت بالبناء للمعلوم، وأما لم أعود، فهو بالبناء للمفعول على الوجهين، وقوله: وإن لم نجرد، أي من الثياب، والجمان، بضم الجيم: اللؤلؤ، وأراد به كلماتها وألفاظها، واتشحت: التفتت، والمرط، بالكسر: الملاءة إذا لم تكن من لفقين، والرضاب، بضم الراء: الريق، وهو ماء الفم.

وترجمة عمر ابن أبي ربيعة تقدمت في الإنشاد السادس من أول الكتاب:

<<  <  ج: ص:  >  >>