للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: وكنا حسبنا .. إلخ، قال التبريزي في شرحه، أي: كنا نطمع في أمر، فوجدناه على خلاف ما كنا نظن، وهذا من قولهم في المثل: "ما كل بيضاء شحمة" ومثله: "ما كل سوداء تمرة"، ومعناه: ليس كل ما أشبه شيئاً يكون ذلك الشيء وجذام، بضم الجيم وإعجام الذال قبيلة من اليمن غير منصرف للعلمية والتأنيث، واسمه عمرو، يقال: إنهم يسمون بهذه الأسماء الفظيعة لتكون لعدوهم كالطيرة، فسموا بالجذام، هذا الداء، وبغيظ وحنظلة ومرة ونحو ذلك، وإنما أخذ الجذام من الجذم، وهو القطع، وحمير: قبيلة من اليمن أيضاً، والمعنى: إننا ظننا أن سبيل هاتين القبيتين كسبيل سائر الناس لما التقينا معهم بأنا نقهرهم قهراً قريباً، ثم وجدناهم بخلافه.

وقوله: فلما قرعنا النبع .. إلخ، النبع: شجر صلب ينبت بالجبال تعمل منه القسي، ومن الأمثال: "النبع يقرع بعضه بعضاً" فضربه مثلاً لهم ولأعدائهم، وبعضه: بدل من النبع، وضمير عيدانه للنبع، قال أبو العلاء المعري: لم يقل إلا عيدانهم، يعني الذين حاربوه، لأنه قد شهد لهم بالصبر. يقول: لما قرعنا أصلهم بأصلنا أبت العيدان من التكسر، يعني أن كلاً منا أبى أن ينهزم عن صاحبه، والعيدان مثل الرجال، والنبع مثل الأصل. والشاعر اعترف بأن أصلهم نبع كما أن أصله نبع.

وقوله: تغلبية، بفتح اللام وكسرها: نسبة إلى تغلب، بفتح المثناة الفوقية وسكون العين المعجمة وكسر اللام: قبيلة من اليمن، وهو تغلب بن حلوان بن عمران ابن إلحاف بن قضاعة، وليس ما هنا نسبة إلى تغلب بن وائل، لأن الظفر في يوم

<<  <  ج: ص:  >  >>