للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا بتقديره، وأنه لو أراد الإثبات، لقال: لقد نسيتك، أو لنسيتك، وهذا النوع مع ظهور المعنى دون تقدم نفي آخر على القسم قليل. انتهى.

وقال أبو حيان في "شرح التسهيل": وقال بعض أصحابنا: إن دخلت على لفظ الماضي نحو قولك: والله لا فعلت هذا أبداً، لم يجز حذفها إلا في ضرورة. انتهى.

والبيتان من شعر أورده السكري لأمية بن أبي عائذ الهذلي في آخر أشعار الهذليين، وهي:

أفاظم حييت بالأسعد ... متى عهدنا بك لا تبعدي

تصيفت نعمان واصيفت ... جنوب سهام إلى سردد

كأن بعيني إذا أطرقت ... حصاة تحثحث بالمرود

فإن شئت آليت بين المقا ... م والركن والحجر الأسود

نسيتك ما دام عقلي معي ... أمد به أبد السرمد

تبارك ذو العرض ماذا نوى ... من الحسن في جانب المسجد

قوله: أفاطم: الهمزة للنداء، وحييت: بالبناء للمفعول جملة دعائية، أي: حياك الله، وهو من التحية، وهو البقاء، والأسعد: جمع سعد، وقوله: متى عهدنا بك، جملة استفهامية، أي: متى كان اجتماعنا بك، يقال: عهدته بمكان كذا، أي: لقيته وهو قريب العهد بكذا، أي: قريب العلم والحال، وجملة لا تبعدي دعائية، وقوله: تصيفت نعمان ... البيت الأول بالتكلم، والثاني بالغيبة، أي: أقمت مدة الصيف في نعمان، وأقامت مدة الصيف في جنوب تهام، ونعمان، بفتح النون، يقال له: نعمان الأراك: واد بين مكة والطائف ويخرج إلى عرفات، وقال الأزهري: نعمان اسم جبل بين مكة والطائف وهو وج الطائف. وجنوب، بفتح الجيم وضم النون: موضع، وسهام، بفتح السين المهملة: اسم

<<  <  ج: ص:  >  >>