أي: فلا والله لا نادى فحذف النافي استغناء عنه بالأول. انتهى، وهو من قصيدة طويلة للمتنخل الهذلي، أوردها السكري في "أشعار الهذليين"، وقال في شرحه: أراد: لا والله لا ينادى الحي ضيفي هدوءاً، أي: بعد ساعة من الليل، بالمساءة: مصدر سؤته سوءاً، والعلاط، بالعين المهملة، يقال: علطه بشر: إذا وسمه ولطخه به، والعلاط، أصله: وسم في عنق البعير، ومعناه: لا وأبيك ما نادى الحي، فأضمر "ما". انتهى. وبعده:
سأبدأهم بمشمعة وأثني ... بجهدي من طعام أو بساط
قال السكري: بمشمعة: بمزاح وضحك، يقال للرجل: قد شمع، أي: مزح ولعب، وأثنى، أي: أتبع من طعام وتبسط لهم، يقول: ألقاه ضاحك السن، أي: اجتهد لهم، وسمعت مرة شيخاً عالماً بشعر هذيل يقول البسطة: الدهن، دهنه في بسطة راحته، يقال: أعطني بسطة من دهن، يقول: أطعمهم وأدهنهم، وفي رواية:"من لحاف أو بساط"، ولحاف: طعام، يقول: يأكلون فيشبعون، فهو لحافهم، يقول: أكل الضيف فنام فهو لحافه، ويقال للبين إذا ذهبت الرغوة عنه: قد صقل كساءه، أنشد رجل من أهل البصر:
فبات لنا منها وللضيف موهناً ... لحاف ومصقول الكساء رقيق
انتهى. رجعنا. وقوله: فلا والله، روي: فلا وأبيك، وقوله: نادى الحي، أي بعضهم. وهدوءاً: ظرف لنادى، لأن غالب ضيوف العرب، إنما يجيئون بعد دخول الظلام وفي "المصباح"، هدأ القوم والصوت يهدأ مهموز وبفتحتين هدوءاً: