وهو مؤكد بالنون الخفيفة، فلا ضرورة، ومآب: قرية من أرض البلقاء بالشام، قال ابن هشام في "السيرة" في غزوة مؤتة، وكانت في سنة ثمان من الهجرة، ومضى المسلمون هم ثلاثة آلف حتى نزلوا من أرض السام، فبلغ الناس أن هرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم، وانضم إليهم من لخم وجذام والقين وبهراء مائة ألف، فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على معان ليلتين يفكرون في أمرهم، وقالوا: نكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنخبره بعدد عدونا، فإما أن يمدنا بالرجال، وإما أن يأمرنا بأمره، فنمضي له. قال: فشجع الناس عبد الله بن رواحة، وقال: إنما هي إحدى الحسنيين، إما ظهور، وإما شهادة، فقال الناس: صدق والله ابن رواحة، فقال عبد الله بن رواحة في محتبسهم ذلك:
جلبنا الخيل من أجأ وفرع ... يغر من الحشيش لها العكوم
أقامت ليلتين على معان ... فأعقب بعد فترتها جموم
فرحنا والجياد مسومات ... تنفص في مناخرها السموم
فلا وأبي مآب لنأتينها ... وإن كانت بها عرب وروم
وبعده ثلاثة أبيات، قال السهيلي: مؤتة مهموزة االواو: قرية من أرض البلقاء من الشام، وقوله: جلبنا الخيل، أراد: أصحابها، وأجأ، بالهمز جبل لطيء، وفرع: مكان، ويغر، بالغين المعجمة، وبالبناء للمفعول، قال السهيلي: يغر، أي: يجمع بعضها إلى بعض، والعكوم جمع عكم. انتهى. والعكم بالكسر: الجوالق،