للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما يرويه نحويونا الأولون أن العرب تقول: هذا حجر ضب خرب، وقد ذكر عن يحيى بن وثاب أنه قرأ: (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) [الذاريات/٥٨]، فخفض المتين، وبه أخذ الأعمش، والوجه أن يرفع المتين، وأنشدني أبو الجراح العقيلي:

يا صاح بلغ ذوي الزوجات كلهم ... أن ليس وصل إذا أنحلت عرى الذنب

فأتبع "كل" خفض الزوجات وهو منصوب، لأنه نعت لذوي، انتهى.

وقال أبو حيان في "تذكرته"، قال الفراء: أنشدني أبو الجراح:

يا صاح بلغ ذوي الزوجات كلهم ... البيت

بخفض كلهم على الجوار للزوجات، قال الفراء: فواقفت أبا الجراح على قوله، وقلت له: أليس المعنى: ذوي الزوجات كلهم .. البيت؟ فقال: بلى الذي تقول خير من الذي أقول، ثم استنشدته البيت، فأنشده بخفض كلهم. انتهى.

وقال أبو عبيد البكري فيما كتبه على "نوادر القالي" هذا البيت لأبي الغريب وهو أعرابي له شعر قليل، أدرك الدولة الهاشمية، قال أبو زياد الكلابي: كان أبو الغريب شيخا قد تزوج، فم يولم، فاجتمعنا على بابا خبائه وصحنا:

أو لم ولو بيربوع ... أو لم بقرد مجدوع

قتلتنا من الجوع

فأولم واجتمعنا عنده، فأعرس بأهله، فلما أصبح، غدونا عليه، فقلنا:

يا ليت شعري عن أبي الغريب ... إذ بات في مجاسد وطيب

معانقا للرشأ الربيب ... أأحمد المحضار في القليب

<<  <  ج: ص:  >  >>