وقال المبرد في "الكامل": المربدان: هو المربد وما يليه مما جرى مجراه، والعرب تفعل هذا في الشيئين إذا أجريا في باب مجرى واحدا، قال الفرزدق:
أخذنا بآفاق السماء عليكم ... البيت
يريد: الشمس والقمر، لأنهما قد اجتمعا في قولك: النيران، وغلب الاسم المذكر، وإنما يؤثر في مثل هذه الخفة.
وروى الزجاجي في "أماليه" أن المفصل قال له الرشيد: ما معنى افتخار الفرزدق بالشمس والقمر، وحظه فيهما كحظ سائر الناس؟ قال: إنما أراد بالشمس إبراهيم، وبالقمر النبي عليهما الصلاة والسلام، وبالكواكب الخلفاء المهديين من آبائك، وهذا كله دون من يفاخره ويساجله، فأعجب به الرشيد. انتهى.
قال ابن رشيق في "العمدة" بعد كلام المفضل الرشيد: أعجب الرشيد بذلك، ووصله، والفرزدق ما قصد إلى شيء من ذلك، ولا أراده، ولا أعلم أن الرشيد يكون أمير المؤمنين، وإنما أراد كل مشهور فاضل، فهو لنا عليكم، ومنا لا منكم، فنحن أشرف بيتا، وأظهر فضلا، وأبعد صيتا، إلا أن التي جاء بها المفضل ملحة أفادته مالا. وترجمة الفرزدق تقدمت في الإنشاد الثاني.