للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى اللفظ، ثم لا يكون جوابه مجزوما أو بالفاء، لكن هذا يجوز في الشعر، فأراد: إن يسمعوا عني ريبة ففصل، ونحوه: إن تضرب توجعه زيدا، على إعمال الأول وهو في البيت أسهل لأنه لم يظهر جزم الجواب. انتهى. وهو أول أبيات ثلاثة أوردها أبو تمام في باب الهجاء من "الحماسة" لقعنب ابن أم صاحب الغطفاني، وبعده:

صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به ... وإن ذكرت بشر عندهم أذنوا

جهلا علينا وجبنا من عدوهم ... لبئست الحلتان الجهل والجبن

ومثله لطريح بن إسماعيل الثقفي أنشده له المبرد في "الكامل" وابن قتيبة في ترجمته من "طبقات الشعراء":

إن يسمعوا الخير يخفوه وإن سمعوا ... شرا أذاعوا وإن لم يسمعوا كذبوا

قال أبو علي في "الحجة" وأما قوله: (وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ) [الانشقاق/٢]، فقد فسر أذنت أنها استمعت، وفي الحديث: "ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي ... "، الثاني بفتحتين، وقال عدي:

في سمع يأذنن الشيخ له ... وحديث مثل ماذي مشار

وأنشد أبو عبيد:

صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به ... البيت

<<  <  ج: ص:  >  >>