للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: فلن يبني الناس ما هد ما، يقول: إذا ضيع الفتى مجده لم يبنه الناس.

وقوله: وإن أنت لاقيت في نجده، قال محمد بن حبيب: النجدة: القتال، وقوله: لا تتهيبك، معناه: لا تتهيبها، يريد أن فيه قلبا، وقال الجواليقي في "شرح أدب الكاتب": النجدة: الشجاعة والبأس والقوة، وحذف مفعول لاقيت يريد: إذا لاقيت قوما ذوي نجدة في حرب ونحوها، فلا يتهيبك الإقدام عليهم فإن الذي يخشى المنية تلقاه أين ذهب من الأرض، فهو من المقلوب.

وقوله: فسوف تصادفه أينما هو من شواهد "الجمل الزجاجية"، وسوف للتأكيد، قال اللخمي: إن قيل: كيف قال: من يخشها، والمنية تصادف من خشيها، ومن لم يخشها، فأي معنى للشرط؟ قلت: هو خطاب لمن ظن أن خشيته تنجيه من الموت على جهة الرد عليه وإبطال ظنه ومعتقده. انتهى.

وقوله: وإن تتخطاك أسبابها، التخطي: التجاوز، وأسباب المنية: ما يؤدي إليها من مرض ونحوه، وقصاراك، بضم القاف: غايتك، والهرم، انحطاط القوى من طول العمر، يعني: إن تتجاوزك أسباب المنية فإن غايتك الهرم، وتبديل وجودك بالعدم.

وقد أوردنا القصيدة بتمامها، وشرحناها شرحا وافيا في الشاهد الواحد بعد التسعمائة من شواهد الرضي.

وترجمة النمر بن تولب تقدمت في الإنشاد الواحد والثمانين.

<<  <  ج: ص:  >  >>