للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت سليمى ببطن القاع من سرح ... لا خير في العيش بعد الشيب والكبر

واستهزأت تربها مني فقلت لها ... ماذا تعيبان مني يا ابنتي عصر

لوما الحياء ولوما الدين عبتكما ... ببعض ما فيكما إذ عبتما عوري

قد قلتما لي قولا لا أبا لكما ... فيه حديث على ما كان من قصر

ما أنتما والذي حالت حلومكما ... إلا كحيران إذا يسري بلا قمر

إن ينفض الدهر مني مرة لبلى ... فالدهر أرود بالأقوام ذو غير

لقد قضيا فلا تستزئا سفا ... عما نعمنا به من لذة الوطر

لا تأمن السيف إذا روحتها إبلي ... حتى ترى نيبها يضمزن بالجرر

ولا أقوم على حوضي فأمنعه ... بذل اليمين بشوطي باديا خسري

ولا تهيني الموماة أركبها ... إذا تجاوبت الأصداء بالسحر

ولا أقوم إلى المولى فأشتمه ... ولا تخدشه نابي ولا ظفري

وهي قصيدة يكفي منها هذا المقدار.

وترجمة تميم بن مقبل تقدمت في الإنشاد الواحد والثلاثين بعد الأربعمائة، وكان السبب في نظم هذه القصيدة أنه خرج في بعض أسفاره، فمر بمنزل عصر العقيلي، وقد جهده العطش فاستسقى، فخرجت إليه ابنتاه بعس [فيه لبن] فرأتاه أعور كبيرا، فأبدتا له بعض الجفوة، وذكرتا عوره وكبره، فرجع ولم يشرب، فبلغ أباهما الخبر، فتبعه ليرده، فلم يرجع، فقال: ارجع ولك أعجبهما إليك، فرجع وقال في القصيدة، قال ابن قتيبة هي من أحسن شعره. وقوله:

لوما الحياء ولوما الدين عبتكما ... البيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>