أنامله, واسودت أظافره, ولم يرتضه المحقق الرضي في «شرح الشافية» فإنه قال: قيل: يجيء التصغير للتعظيم, فيكون من باب الكناية, يكنى بالصغر عن بلوغ الغاية [في العظم] , لأن الشيء إذا جاوز حده جانس ضده, وقريب منه قول الشاعر: وكل أناس سوف تدخل بينهم .. البيت. ورد بأن تصغيرها على حسب احتقار الناس لها, وتهاونهم بها, إذ المراد بها الموت, أي: يجيئتهم ما يحتقرونه مع أنه عظيم في نفسه تصفر منه الأنامل, واستدل [أيضًا] بقوله:
فويق جبيل سامق الرأس لم تكن ... لتبلغه حتى تكل وتعملا
ورد بتجويز كون المراد دقة الجبل وإن كان طويلًا, وإذا كان كذا فهو أشد لصعوده. انتهى. ورده الجاريردي أيضًا, ووجهه بوجهين, أحدهما: أن التصغير فيه لتقليل المدة, وثانيها: أن المراد أن أصغر الأشياء قد يفسد الأمور العظائم, فحتف النفوس قد يكون بالأمر الصغير الذي لا يؤبه به. انتهى. والداهية: مصيبة الدهر, مشتقة من الدهي – بفتح الدال وسكون الهاء – وهو النكر, فإن كل أحد ينكرها ولا يقبلها, ودهاه الأمر يدهاه إذا أصابه بمكروه, ورواه