أن قلبي لو قرب من الجمر حتى لا يكون بينهما مقدار رمح, لغلب ناره نار الجمر, فكان الجمر يحترق.
وقوله: أفي الحق: الهمزة للاستفهام الإنكاري, ومغرم: من أغرم بالشيء, بالبناء للمفعول, أي: أولع به, والاسم: الغرام, وفي «القاموس»: الغرام: الولوع, والشر الدائم, والهلاك والعذاب, والمغرم أسير الحب, والدين, والمولع بالشيء. والهائم: من هام يهيم, إذا خرج على وجهه لا يدري أين يتوجه. والكاف في المواضع مكسورة, خطاب مع مؤنث. والهوى: الميل والمحبة.
قال شراح «الحماسة»: يقال: ما هو بخل ولا خمر, أي: ليس بشيء يخلص ويتبين. يقول: لا يدخل في الحق ووجوهه أن يكون حبي لك غرامًا, وحبك لا يرجع إلى معلوم. وفي «مجمع الأمثال» للميداني: «ما أنت بخل ولا خمر» قال أبو عمرو: بعض يجعل الخمر للذتها خيرًا, والخل لحموضته شرًا, وأنه لا يقدر على شربه. وبعضهم يجعل الخمر شرًا, والخل خيرًا. ويقولون: لست من هذا الأمر في خل ولا خمر, أي: لست منه في خير ولا شر.
والعجب من الزمخشري, فإنه قال في «مستقصى الأمثال»: ما عنده خل ولا خمر, قال:
أفي الحق أني مغرم بك هائم .. البيت
ولم يزد على البيت, فكأنه أحال معنى المثل على البيت.
قوله: فإن كنت مطبوبًا, قال شراح «الحماسة»: المطبوب: المسحور, والطب: السحر والعلم جميعًا, يقول: إن كان الذي بي داء معلومًا يعرف