ليست الأبيات منصوبة القوافي! وإنما يكفي قوله لأنه سمعه كذلك ممن يستشهد بقوله، فإنه وقع له نظيره في البيت المنسوب لعقيبة الأسدي، وهو:
معاوي إنَّنا بشر فأسجح ... فلسنا بالجبال ولا الحديدا
فإنهم قالوا: إنه قد سمعه منصوبًا ممن أنشده، ولم تحفظ الأبيات التي قبله وبعده إلى مخفوضة وبعده:
أكلتم أرضنا فجرزتموها ... فهل من قائم أو من حصيد
وقد حققناه في الشاهد الرابع والعشرين بعد المائة من شواهد الرضي.
وقوله: ألم تر أنني ... إلخ، خطاب لمن يسمع، وأوترت القوس ركبت الوتر عليها، وروي أيضًا:"وترت" بالتشديد، والأبقع: وصف من البقع بفتحتين، قال صاحب "القاموس": هو في الطير والكلاب كالبلق في الدواب، وفعله من باب فرح.
وقافية هذا البيت مجرورة، وكذلك قافية البيت الرابع والثامن، وقوافي ما عداها مرفوعة. وقوله: كذاك يرد بالبناء للمفعول، وذو: نائب الفاعل، واللئيم: صفته، والحمق بضمتين: الحماقة. ورواه ابن بري في "أماليه" على "الصحاح":
عوى فرميته بسهام موت ... تردُّ عواء ذي الحمق اللئيم
ففاعل "ترد" ضمير السهام، وعواء: مفعوله. وعواء الكلب، بالضم والمدّ: وهو أن يمدَّ صوته ولا يفصح، وعليها فهذه القافية مجرورة أيضًا. واللئيم: الذي جمع إلى سح النفس دناءة الآباء.
وقوله: وكنت إذا غمزت ... إلخ، قال الجوهري: غمزت الشيء بيدي، وأنشد هذا البيت. قال ابن بري في "أماليه" عليها: ومعنى غمزت: ليَّنت، وهذا