للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورأيت في هامش "شرح اللب" عند قوله: لفساد المعنى، أي: لعدم صحة المعنى، لأنه هو الإخبار بأن كل أخ مع أخيه سيفترق وصلهما إلا الفرقدان، فإنهما لا يفترق أحدهما عن الآخر، لا الإخبار بأن كل أخ مع أخيه المفارق منه مغائر للفرقدين. ولا شك أن المغايرة معلومة لا فائدة في الإخبار بها، لأن الخبر كالوصف في حق المعنى، فلا يخلو حينئذ عن الضعف. هذا ما رأيته، وهو ليس بشيء، إذ لا فساد في المعنى.

وفي البيت تخاريج غير ما ذكر سيبويه أوردتها في شرح الشاهد الأربعين بعد المائتين من شواهد الرضي، وقد كنت ذكرت هناك تخريجًا ظننت أني غير مسبوق به، وهو أن تكون "إلا" للاستثناء، والفرقدان منصوب بعد تمام الكلام الموجب، لكنه منصوب بفتحة مقدرة على الألف على لغة من يلزم المثنى الألف في الأحوال الثلاثة، وهي لغة بني الحارث بن كعب، ثم رأيته الآن مذكورًا في شرح ابن وحيي، نقله عن تعليقة الدمامبيني، وفي آخر كلامه: وهذا إنما يتأتى إذا كان الشاعر من أهل تلك اللغة، فحمدت الله تعالى.

قال الغالي في "شرح اللباب": البيت يحتمل وجوهًا من الإعراب:

أحدها: أن يكون "كل": مبتدأ، و"مفارقه": خبره، و"أخوه": فاعل مفارقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>