للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلم نهبط على سفوان حتّى ... طرحن سخالهنَّ وصرن آلا

انتهى. وقال ابن الأنباري في كتاب "الإنصاف" الآل: الشخص، يقال: هذا آل قد بدا، أي: شخص، وبه سمي الآل؛ لأنه يرفع الشخوص أول النهار وآخره. وتوقف ابن الملا في تفسير الآل بالشخص، بأن صاحب "القاموس" مع تبحره لم يذكره بهذا المعنى، وقول المصنف: وقيل: تنفك تامة، بمعنى: ما تنفصل .. إلخ، فيكون تنفك مطاوع فكه، إذا خلصه أو فصله.

وهذا القول نسبه ابن الأنباري في كتاب "الإنصاف" إلى الكسائي، قال: رواه عنه هشام، وتبعه تلميذه الفراء في تفسيره عند قوله تعالى: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ) [البينة/ ١] قال: قد يكون الانفكاك على جهة "يزال" ويكون الانفكاك الذي تعرفه، فإذا كانت على جهة "يزال" فلابد لها من فعل، وأن يكون معها جحد، فتقول: ما انفككت أذكرك، فإذا كانت على غير معنى يزال قلت: قد انفككت منك، وانفك الشيء من الشيء، فيكون بلا جحد، وبلا فعل، وقد قال ذو الرمة:

قلائص لا تنفكُّ إلا مناخة ... البيت

فلم يدخل فيها "إلا" إلا وهو ينوي بها التمام وخلاف يزال، لأنك لا تقول: ما زلت إلا قائمًا. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>