ثم رجعنا إلى بقية كلام ابن جني في "سر الصناعة". قال ويؤيد ما ذكرته من بناء "إذ" أنها إذا أضيفت مبنية. نحو قوله تعالى:(إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ)[غافر/ ٧١](وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ)[البقرة/ ١٢٧] فإذ في هذا ونحوه مضافة إلى الجمل [بعدها]، وموضعها نصب، وهي كما ترى مبنية، فإذا كانت في حال إضافتها إلى الجمل مبنية، من حيث كانت الإضافة إلى الجمل كلا إضافة لأن من حق الإضافة أن تقع على الأفراد، فهي إذ لم تضف في اللفظ أصلًا أجدر باستحقاق البناء، ويزيدك وضوحًا قراءة الكسائي (مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ)[المعارج/ ١١] فبنى "يوم" على الفتح لما اضافه إلى مبنى غير متمكن. انتهى المقصود منه.
واعلم أنه قد روي أيضًا:"وأنت إذًا صحيح" فتكون إذًا الجوابية والجزائية، قال المرزوقي في "شرح الهذليين": رواه الباهلي "وأنت، إذًا صحيح" وتكون إذًا للحال، كأنه يحكي ما كان، والمراد: وأنت في تلك الحال صحيح. انتهى. وقال ابن جني عند قول الحماسي: