والعادة جارية في الكلام والشعر بمدح زمان الممدوح، وذم زمان المذموم، وعطف دهر، وهو اسم حدث، على الكون المقدر، وهو اسم حدث، ودهر موصوف بصفة فيها ضمير عائد على اسم "أن" وهو التاء من "أمسيت" فهذا وجه في الرفع صحيح المعني ليس فيه تقدير محذوف. انتهي. ونقل الواحدي هذا الوجه عن ابن فورجة قال: وللرفع في دهر وجه آخر، وهو العطف على فاعل كفاهم دهرك فخراً لهم. انتهي. وقول المصنف: والثالث أنتجره .. الخ. قال ابن الشجري: وبقي عندي في إعراب البيت وجه لم يذهب إليه من تقدم، كما لم يذهبوا إلى عطف دهر على فاعل كفي، وهو أنك ترفع الفخر بإسناد كفي إليه، وتخرج الباء عن كونها زائدة؛ فتجعها معدية متعلقة بالفخر، وتجر الدهر بالعطف على مجرور الباء، وترفع الأهل بتقدير المبتدأ الذي تقدم ذكره، فيصير اللفظ: كفي ثعلاً فخر بكونك منهم، وبدهر هو أهل لأن أمسيت من أهله، والمعني: أنهما كتفوا بفرخهم به، وبزمانه، عن الفخر بغيرهما. انتهي.
وقول المصنف: وزعم لمعري .. الخ، قال ابن الشجري والمعري أسقط حكم الرفع، وذلك أنه قال: وبعض الناس يرفع دهراً ولا ينبغي أن يلتفت