على أن الباء زائدة في المفعول به، وقال اب السيد في "شرح أدب الكاتب" وأبو حيان في "شرح التسهيل" خرجه الأستاذ أبو علي على أن الباء للإلصاق، أي: ألزقت قراءتي بالسورة، ونقل المصنف هنا عنا لسهيلي: أن "يقرأن" مضمن معني يرقين، ويتبركن، وفي الباب الثامن: أنه مضمن معني يتقربن، ولا يخفي أن معني الشعر ليس على ما ذكره السهيلي، وإنما معناه: لا يقرأن القرآن، كما في قول جرير:
إنَّ البعيث وعبد آل مقاعسٍ ... لا يقرآن بسورة الأحبار
وأراد بعبد آل مقاعس: الفرزدق، وبسورة الأحبار: سورة "المائدة" فالتضمين والتبرك غير مناسب فيه، وإنما المعني على الإلصاق، وكذا الحال فيما رواه البخاري في "باب القراءة في المغرب" عن أثم الفضل أنها قالت: لآخر ما سمعت من رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، يقرأ بها في المغرب. وقول زيد: مالك تقرأ بقصار المفصل؟
والبيت جاء في شعرين أحدهما للراعي النميري، والثاني للقتال الكلاني؛ أما الأول، فهو من قصيدة أوردها ابن ميمون في "منتهي الطلب من أشعار العرب" أولها:
يا أهل ما بال هذا الليل في صفر ... يزداد طولاً وما يزداد في قصر
في إثر من قطعت عنه قرينته ... يوم الحدالي بأسبابٍ من القدر
كأنما شقَّ قلبي يوم فارقهم ... قسمين بين أخي نجد ومنحدر
هم الأحبَّة أبكي اليوم إثرهم ... قد كنت أطرب إثر الجيرة الشُّطر