إنما تدخل الباء على الفاعل، وهذا شاذ، يريد أن معناه: كفانا، وقرأت أيضًا عليه:
إذا لاقيت قومًا فاسأليهم ... كفى قومًا بصاحبهم خبيرا
وهذا من المقلوب، ومعناه: كفى بقوم خبيرًا بصاحبهم، فجعل الباء ي الصاحب، وموضعها أن تكون في قوم، إذ هم الفاعلون في المعنى. انتهى.
وإنما اضطر إلى ادعاء القلب والتعويض، لأن فاعل كفى، وهو قوم، جاء منصوبًا، وخبير مفعوله، وبصاحبهم متعلق بخبير، ونصب الفاعل غير جائز، فادعى أن موضع الباء الفاعل، لأن الباء كثيرًا ما تزاد في فاعل كفى، وزيادتها في مفعوله نادرة، فلما قرنها بالفاعل عوض مجرورها باء أخرى. وفيه رد على من زعم كالمصنف أن كفى المتعدية لواحد لا تزاد الباء في فاعلها، وقوله: إنما هي في البيت زائدة في الفاعل ... الخ، موافق لما اختاره من: أن الباء إنما تزاد في فاعل كفى القاصرة، والمعنى: حسب محبة النبي إيانا، ومن ينكر ثبوت كفى القاصرة، يقدر المفعول. وتقديره كفينا قومنا فضلاً حب النبي إيانا.
قال أبو حيان في "شرح التسهيل": وأما: فكفى بنا فضلاً ... البيت، فأكثر أصحابنا خرجوه على زيادة الباء في الفاعل، وجعل حب النبي يدل اشتمال من المجرور بالباء، والتقدير: فكفينا حب النبي. انتهى.
وبين المرادي صاحب هذا القيل، فقال في "الجنى الداني": واختلف في