ومن يصلح للسؤال, وروي: «أشرث» بدل: «أشارث» قال الفارسي: يريد: أشارت إليها, وإنما قال: أشارت للإيماء إلى أن حال هذه القبيلة في الشر قد صار أمرًا محسوسًا يشار إليه, والأصابع: فاعل أشارت, وإنما جمع الاصبع للتنبيه على كثرة المثيرين, كل منهم يثير بأصبع واحدة, وبالأكف: حال من الأصابع, والباء للمصلحة وقيل: فيه قلب, والأصل: أشارت الأكف بالأصابع, وكليب بالتصغير: أبو قبيلة جرير, وهو كليب بن يربوع بن حنظلة.
والمصراع الأول في الأصل لجرير من قصيدة هجا بها الفرزدق, وهو:
إذا قيل أي الناس شر قبيلة ... وأعظم عارًا قيل تلك مجاشع
فلما ناقضه الفرزدق أخذه منه, وزاده ما ذكرنا من المبالغات, وقد أوردنا بعض هذه القصيدة وشرحنا ما يحتاج إلى الشرح في الشاهد السادس بعد السبعمائة من شواهد شرح الكافية للرضي.
ولجرير أيضًا يمدح عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك وهو بيت واحد:
إذا قيل أي الناس خير خليفة ... أشارت إلى عبد العزيز الأصابع
والفرزدق شاعر إسلامي اسمه همام بن غالب, وكنيته أبو فراس, وروى عن جماعة من الصحابة, وعمر حتى قارب المائة, وتوفي في سنة عشرة ومائة, رحمه الله تعالى, وقد ترجمناه وذكرنا جملة من أخباره, وشرحنا وجه تلقيبه بالفرزدق في شرح الشاهد الثلاثين من شواهد «شرح الكافية» ومن أراد الاطلاع عليه فلينظر هناك فإنه ممتع.