للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفسر عاملًا فيه، وهذا من كلام أبي حيان في "شرح التسهيل" قال: جعل "ما" عوضًا، كما جُعل التنوين في حينئذٍ عوضًا.

وقد تكلم أبو علي في كتاب "إعراب الشعر" على هذا البيت على هذا النمط، ثم أجاز أن تكون حيث مضافة إلى جملة نفحت، وهذا نصه: قال أبو حية النميري يصف حمارًا: إذا ريدة من حيث ما نفحت له ... البيت، يقال: ريح رادّة، وريدة، وريدانه لليّن، ورياها: ريحها، وخليل: يعني أنفه، يقول: تأتيه الريح لتنسّمه إياها بأنفه، فإذا هذه التي هي ظرف من الزمان، لأن المعنى: إذا نفحت ريح تنسّها، وإذا كان كذلك كانت ريدة مرتفعة بفعل مضمر يفسره نفحت، مثل: (إذا السماء انشقت) [الانشقاق/١] ونحو ذلك، ومن: متعلقة بالمحذوف، فسره نفحت، وما أضيف إليه "حيث" محذوف كما يحذف ما يضاف إليه "إذ" في يومئذٍ للدلالة عليه، وأنه قد علم أن المعنى: إذا نفحت من ما نفحت، وإن شئت قلت: إن حيث مضافة إلى نفحت، وريدة مرتفعة بفعل مضمر دلّ عليه نفحت، وإن كان قد أضيف إليه حيث، كما دلّ الفعل الذي في صلة أن في قولك: لو أنك جئتني لأكرمتك، وأغنى عنه، فكذلك هذا الفعل المضاف إليه حيث، أغنى عن ذلك الفعل، لمّا دلّ عليه، كما قلنا في لو، ألا ترى أن المضاف إليه مثل ما بعد الاسم الموصول في أن كل واحد منهما لا يعمل فيما قبله، ومع ذلك فقد أغنى الفعل الذي في صلة أن عن الفعل الذي تقتضيه لو، وإن كان قبل الصلة، فكذلك الفعل المضاف إليه حيث. انتهى كلام أبي علي، ونقلته من نسخة بخط تلميذه ابن جني، ومن نسخة أخرى صحيحة قرئت على أبي علي وعليها خطه. وكذلك جوزه الدماميني، قال: وما استند إليه من أن المضاف إليه لا يعمل فيما قبل المضاف، فلا يفسر عاملًا؛

<<  <  ج: ص:  >  >>