للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: وأبيض يستسقي، بالبناء للمفعول، والعرب تمدح السادة بالبياض، ولا يريدون بياض اللون، وإنما يريدون النقاء من العيوب، وربما أرادوا به طلاقة الوجه، لأن العرب تجعل العبوس سوادًا في الوجه، قال تعالى: (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهه مسودًا) [النحل ٥٨] فإذا كان العبوس يعد سوادًا في الوجه وجب أن تعد الطلاقة بياضًا. وقال زهير:

وأبيض فيّاض يداه غمامة ... على معتقيه ما تغبُّ فواصله

والثمال بالكسر: العماد والملجأ والمطعم والمغني والكافي، والعصمة: ما يعتصم به ويتمسك، قال الزركشي: يجوز فيها النصب والرفع، والأرامل: جمع أرملة، وهي التي لا زوج لها، لافتقارها إلى من ينفق عليها، وأصله من أرمل الرجل: إذا نفد زاده وافتقر، فهو مرمل، وجاء أرمل على غير قياس، قال الأزهري: لا يقال للمرأة أرملة إلا إذا كانت فقيرة، فإن كانت موسرة فليست بأرملة، والجمع أرامل، حتى قيل: رجل أرمل إذا لم يكن له زوج، قال ابن الأنباري: وهو قليل، لأنه يذهب بفقد امرأته لأنها لم تكن قيَّمة عليه، وقال ابن السكيت: الأرامل: المساكين رجالًا كانوا أو نساءً.

قال السهيلي في "الروض الأنف": فإن قيل: كيف قال أبو طالب: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه، ولم يره قط استسقي به، إنما كانت استسقاءاته، عليه الصلاة والسلام بالمدينة في سفر وفي حضر، وفيها شوهد ما كان من سرعة إجابة الله له؟ فالجواب: إن أبا طالب قد شاهد من ذلك في حياة عبد المطلب ما دَّله، على ما قال. انتهى. ورده بعضهم بأن قضية الاستسقاء متكررة، إذ واقعة أبي طالب كان الاستسقاء به عند الكعبة، وواقعه عبد المطلب كان

<<  <  ج: ص:  >  >>