للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع المعني الذي قدمه، لأن تقديره: لا تبعدني عن نفسك، فأني أغلي النساء وأخدعهن عن رأيهن، وأفسدهن بالتغازل, وكونه مفسدة لهن لا يوجب له وصلهن وترك إبعادهن إياه، بل يوجب هجره والاستخفاف به لسخفه ودخوله كل مدخل فاحش, وركوبه كل مركب فاسد، وفيه من الفحش والتفحش ما يستنكف الكريم من مثله، ويأنف من ذكره. انتهي.

ومثله للمرزباني في "الموشح" قال: عيب علي امرئ القيس فجوره وعهره في شعره، كقوله: مثلك حبلى .. إلى آخر البيتين، وقالوا: هذا معنى فاحش، قالوا: كيف قصد للحبلى دون البكر، وهو ملك وابن ملوك، ما فل هذا إلا لنقص همته. انتهي.

وقوله: إذا ما بكي من خلفها .. البيت، قال التبريزي: ويروى: "انحرفت له" قال ابن الأنباري: يقل: كانت تحته، فإذا بكي الصبي انصرفت له بشق ترضعه وهي تحته بعد، وإنما تفعل هذا لأن هواها معه. وقال أبو جعفر النحاس: معني البيت أنه لما قبِّلها أقبلت تنظر إليه وإلى ولدها، وإنما يريد بقوله: انصرفت له بشق، يعني أنها أمالت طرفها إليه، وليس يريد أن هذا من الفاحشة، لأنها لا تقدر أن تميل بشقها إلي ولدها في وقت يكون منه إليها ما يكون، وإنما يريد: يقبلها وخدّها تحته. انتهي ما قاله. وقال الإمام الباقلاني: هذا غاية في الفحش، ونهاية في السخف، وأي فائدة لذكره لعشيقته كيف كان يركب هذه القبائح، ويذهب هذه المذاهب، ويرد هذه الموارد؟ ! فإن هذا ليبغِّضه إلي كل من سمع كلامه، ويوجب له المقت، وهو لو صدق لكان قبيحاً، فكيف ويجوز أن يكون كاذباً! ثم ليس في البين لفظ بديع

<<  <  ج: ص:  >  >>