في "شرح التسهيل" لأبي حيان: قال ابن عصفور: ومن العطف علي الموضع قول الشاعر: وسن كسنيق .. البيت، عطف سنماً علي موضع سن، لأنه في موضع نصب علي المفعول، وقال الأعلم: السناء: الارتفاع، وذلك السنم، فعلي هذا يكون سنماً معطوفاً علي سناء، وقال أبو بكر عاصم بن أيوب البطليوسي: من جعل سنماً أسماً للبقرة عطفه علي موضع سن، لأنه في موضع المفعول لذعرتـ أراد: ذعرت بهذا الفرس ثوراً وبقرة، وبعيد عند بعض النحويين أن يجعل لرب موضع من الإعراب. انتهي. ويدل علي أنها زائد في الإعراب قولهم: ربِّ رجل عالم يقول ذلك، فلولا أن ربَّ زائدة في الإعراب ما جاز ذلك، لما يلزم من تعدي فعل المضمر المتصل إلي ظاهره، فجعل ربَّ في موضع رفع بالابتداء هو الذي سوغ ذلك، لا يقال: كيف يقال في ربَّ إنها زائدة في الإعراب وهي تدل علي معنى، لأن الزائدة علي سمين: قسم إذا أزيل لم يتغير المعنى، لأنه إنما جيء به للتأكيد، وقسم إذا أزيل تغير المعنى، ويسمى زائداً في الاصطلاح باعتبار أنه يخطى العامل إليه، مثال الأول: زيد ليس بقائم، ومثال الثاني: حيث بلا زاد، فيقول النحويون: إن "لا" زائدة، وهي لو أزيلت لتغير المعنى من النفي إلي الإثبات، إلي هنا كلام أبي حيان.
وقد نقل ناظر الجيش في شرحه كلام ابن عصفور برمته، وهو أصل كلام المصنف، وفيه فوائد فينبغي نقله، وهذا نصه:
وقال ابن عصفور في "شرح الجمل": وينبغي أن تعلم أن الاسم المخفوض بربَّ هو معها بمنزلة اسم واحد يحكم علي موضعها بالإعراب، فإن كان العامل