البقاء, والحجج: جمع حجة بكسر المهملة وهي السنة, والذي: صفة موصوفها محذوف, أي: لعمر البيت الذي, أقسم ببقاء البيت الذي زاره سنين متعددة, وهو البيت الحرام, وروي أيضًا:
فلا لغمر الذي مسحت كعبته
فيكون القسم ببقاء الله تعالى. وقوله: وما هريق على الأنصاب من جسد, هربق: هو أريق, والهاء بدل من الهمزة, والأنصاب: حجارة كانت العرب في الجاهلية تنصبها وتذبح عندها, والجسد بفتح الجيم والسين المهملة: هو الدم, وهو بيان لـ «ما» المعطوفة على الذي.
وقوله: والمؤمن العائذات الطير .. الخ, أقسم ببقاء الله تعالى أيضًا, فهو معطوف على الذي أيضًا, وزعم من لم يلاحظ البيت الذي قبله أن هذه الواو للقسم, قال ثعلب: أراد بالعائذات الحمام, جمع عائد, من عذت بالشيء, أي: لجأت إليه, والطير بالجر: بدل منه, وبالنصب إن كان العائذات منصوبًا بالكسرة على أنه مفعول به للمؤمن, والمؤمن هو الله سبحانه, وهو اسم فاعل من آمنه كما قال تعالى: {الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}.
وقد جمعنا ما للعلماء في هذا البيت من الكلام في الشاهد السابع والأربعين بعد الثلاثمائة من شواهد الرضي.
والطير: جمع طائر, وقد يقع على الواحد, والركبان: جمع راكب, وجملة «يمسحها ركبان مكة»: حال من الطير, والسند بفتحتين: ما قابلك من الجبل وعلا عن السفح. وروى أبو عبيدة: «الغيل» بكسر الغين المعجمة, وقال: هي والسند أجمتان كانتا بين مكة والمدينة, وأنكرها الأصمعي وقال: إنما الغيل بالفتح وهو ماء, وإنما يعني النابغة ماء كان يخرج من أبي قبيس, كذا