في «شرح ديوان النابغة» , ولم يذكر هذا أبو عبيد في «معجم ما استعجم».
وقوله: ما إن أتيت بشيء .. الخ, هذه الجملة جواب القسم الذي هو قوله:«لعمر الذي قد زرته حججًا» وما: نافية, وإن: زائدة للتأكيد, وروي بدله:
ما قلت من سيء مما أتيت به
وقوله: إذن فلا رفعت, استشهد به مع البيت الذي بعده المحقق الرضي على أن «إذن» إذا كانت للشرط في المستقبل, جاز دخول الفاء في جوابها, كأنه قال: إن أتيت بشيء تكرهه فلا رفعت, فجملة: فلا رفعت دعائية وقعت جزاءً, واقترنت بما يقترن به جزاء الشرط لما في إذن من معنى الشرط, وكذا الحال في البيت الذي يليه, ومعناه: شلت يدي حتى لا تقدر على أخذ شيء خف كالسوط, وهذا دعاء على نفسه على تقدير ثبوت ما نفاه.
وقد تداول الشعراء هذا المعنى حتى جعلوه مثلًا, أخذه برمته أنس بن زنيم الصحابي, وكان قبل إسلامه يحرض المشركين على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه, فأهدر دمه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عام الفتح, فأتاه وأسلم, ومدح النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بقصيدة منها:
ونبي رسول الله أني هجوته ... فلا رفعت سوطي إلى إذن يدي