للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الذي ذهب إليه الأخفش وبعض أصحابنا لا يطّرد، بل هو مراد غالب، لكنه قد جاء ذلك التعدي قال تعالي: (وهزّي إليك) [مريم/٢٥] وقال تعالي: (واضم إليك جناحك) [القصص/٣٢] ومن كلامهم: فئ إليك، ولم يذهب أحد إلي أن "إلى" اسم، فكذلك تقول في: سويت عليَّ، وفي: هوّن عليم، وفي: دع عنك: إنها حروف كـ "إلى"، لكن تلك التعدية قليلة، فلا تكون تلك التعدية دلالة اسمية "عن وعلى" وما ذكره المصنف من أن علي إنما تكون اسماً إذا دخل عليها "من"، هو مشهور قول البصريين.

وذهب ابن الطراوة وابن طاهر وابن خروف وأبو علي الرُّندي وأبو الحجاج ابن معزوز، والأستاذ أبو علي في أحد قوليه، إلي أنها لا تكون حرفاً، وزعموا أن ذلك مذهب سيبوية، لقوله في باب "عدة ما يكون عليه الكلم" فهو اسم، ولا يكون إلا ظرفاً. وقد صنف ابن معزوز جزءاً في عشرين ورقة استدل فيه علي أن "على" لا تكون حرفاً باسماً، وأما من أثبت ذلك فاستدل علي حذفها في ضرورة الشعر، أي، لقضى على أنه مفعول به نحو قوله: نحنُّ فتبدي ما بها .. البيت، أي: لقضي علي، وقد أجاز أبو الحسن الأخفش حذفها في الكلام، ونصب ما بعدها مفعولاً به، وجعل من ذلك قوله تعالي: (ولكن لا تواعد وهنّ سرّاً) [البقرة/٢٣٥] أي: علي سّرٍ، وقوله تعالي:

<<  <  ج: ص:  >  >>