(لأقعدن لهم صراطك)[الأعراف/١٦] أي: علي صراطن، وهذا الاستدلال يمكن أن تتأول فيه الأفعال علي تضمين مالا يتعدي بـ "على"، فلا يتم الاستدلال.
واستدل أيضاً من أثبت الحرفية بحذفها مع الضمير في الصلة، نحو: ركبت على الذي ركبت، نحو قوله:
فأصبح من أسماء قيس كقابضٍ ... علي الماء لا يدري بما هو قابض
أي: عليه. ولو كانت اسماً لم يجز ذلك، لو قلت: قعدت وراء الذي قعدت، تريد: وراءه؛ لم يجز. إلي هنا كلام أبي حيان، والتضمين الذي ذكره يكون بتضمين قضى بمعنى أهلك أو قتل.
وهذا البيت أورده المبرد في أول "الكامل" مع بيت قبله، قال: ومما يستحسن ويستغرب معناه، ويحمد اختصاره قول أعرابي من بني كلاب:
فمن يك لم يغرض فإَّني وناقتي ... بجحرٍ إلي أهل الحمى غرضان
نحن فتبدي .. البيت، يريد: لقضي علي، فأخرجه لفصاحته وعلمه بجوهر الكلام أحسن مخرج، قال الله تعالي:(وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون)[المطففين/٣] والمعني: إذا كالوا لهم، أو وزنوا لهم، أو وزنوا لهم، ألا تري أن أول الآية:(الذين إذا اكتالوا علي الناس يستوفون) فهؤلاء أخذوا منهم [ثم] أعطوهم انتهي وكتب هنا علي الكامل تلميذه أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش قوله: لم يغرض، أي: لم يشتق، يقال: غرضت إلي لقائك، وحننت إلي لقائك وعطشت إلي لقائك، وجعت إلي لقائك، أي: اشتقت. أخبرنا بذلك أحمد ابن يحيي عن ابن الأعرابي، وأنشدنا عنه: