للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا خيرًا» وفي ذلك اليوم قال فروة هذه الأبيات. واستعمله رسول الله تعالى عليه وسلم على مراد وزبيد ومذحج, وبعث معه خالد بن العاصي على الصدقة, وكتب فيها كتابًا لا يعدوه إلى غيره, وكان خالد معه في بلاده حتى توفي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم, كذا في «سيرة ابن هشام» والكلاعي, وذكر الواقدي أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه استعمله أيضًا على صدقات مذحج, وذكر غيره أنه انتقل إلى الكوفة فسكنها.

وأخرج ابن سعد أن رسول الله, صلى الله تعالى عليه وسلم, أجاز فروة بن مسيك باثنتي عشرة أوقية, وحمله على بعير نجيب وأعطاه حلة من نسج عمان. وفروة: بفتح الفاء وسكون الراء بعدها واو, ومسيك: بضم الميم وفتح السين وسكون الياء, ومراد: قبيلة باليمن.

قوله: فإن نغلب البناء للفاعل, وقدمًا بالكسر, أي: قديمًا, والمغلب: المغلوب مرارًا, وقوله: وما إن طبنا جبن .. قال الأعلم في شرح أبيات سيبويه: «إن» كافة لما عن العمل, كما كفت «ما» إن عن العمل, والطب: بالكسر هنا, بمعنى العلة والسبب, أي: لم يكن سبب قتلنا الجبن, وإنما كان ما جرى به القدر من حضور المنية وانتقال الحال عنا والدولة, وقال في «الصحاح»: وتقول: ما دلك بطبي, أي: دهري وعادتي, وأنشد هذا البيت للكميت, وهذه النسبة غير صحيحة, والجبن: ضد الشجاعة, والمنايا: جمع منية وهي الموت, مأخوذة من المنا, بوزن العصا, وهو القدر, يقال: مني له, أي: قدر بالبناء للمفعول فهما, والدولة, بالفتح: الغلبة في الحرب, وبالضم يكون في المال, وقيل: هما بمعنى, لقولك: تداول القوم الشيء, وهو حصوله في يد هذا تارة, وفي يد ذاك أخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>