للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي حكاه ابن قتيبة، وهو قول يعقوب، ينبغي أن يكون جمع فنّ، وهو النوع، كأنه قال: تروق كل أنواع العضاه، وقد يمكن أن يقدر في صدر البيت من الحذف ما ذكرناه، فتكون الأفنان الأغصان، كما أنه لا يجوز في القول الثاني أن تكون الأفنان الأنواع، ولا تقدر محذوفاً.

والبيت لحميد بن ثور الهلالي، والسرحة: شجرة من العضاه تطول في السماء، وجمعها سرح، وظلها بارد في الحرّ يستظل بها من الحر، ولذلك قال الشاعر:

فيا سرحة الركبان ظلَّك بارد ... وماؤك عذب لو يباح لشارب

والسرحة في هذا البيت وبيت حميد كناية عن امرأة وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه عهد إلى الشعراء أن لا يشبب رجل منهم بامرأة، وتوعدهم على ذلك، فكان الشعراء يكنون عن النساء بالشجر وغيرها، ولذلك قال حميد قبل هذا البيت:

سقى السَّرحة المحلال والأبرق الذي ... به الشَّري غيث دائم وبروق

وهل أنا إن علَّلت نفسي بسرحةٍ ... من السَّرح موجود عليَّ طريق

إلي هنا كلام ابن السيد. وروى الجواليقي في "شرح أدب الكاتب" البيت الأول: "سقى السرحة المحلال بالبهو التي" .. وقال: السرحة: شجرة من شجر العضاه، قال بعضهم: السرحة هنا بأرض بني هلال، وهي:

<<  <  ج: ص:  >  >>