إذا فوضته إليه، أي: ألزمته به إلزاماً، والأدني: الأقرب، أي: الرزء الأقرب، قال القاري: يقول: إنما نحزن على الأقرب فالأقرب، ومن مضى نسيناه ولو عظم ما مضى، وقال البكري في شرح "أمالي القالي": قال الأصمعي: هذا بيت حكمة؛ وقد ألم بهذا البيت ابن دريد، [من قصيدة] أوردها القالي في "ذيل أمالية" – وهو:
بلى غير أنَّ القلب ينكؤه الأسي السملّم وإن جلَّ الجوي المتقدّم
وقوله: علي أنه قد سل "على" هنا أيضاً مثل "على أنها تعفو" ويأتي إعرابها، وروى السكري: سوى أنه، وهو استثناء منقطع.
والمعنى: لا أعرف اسمه ونسبه، لكنه ولد كريم بما ظهر من فعله، قال القاري: لما صرع خراش ألقي عليه رجل ثيابه فواراه، وشغلوا بقتل عروة، فنجا خراش، والرجل الذي ألقى عليه ثوبه من أزد شنوءة، فقال: لا أدري من ألقى عليه ثيابه، ولكنه سل عن ماجد محض، يعني: الرداء، والماجد المحض، أي: خالص النسب، هو الذي ألقى عليه ثوبه. انتهي. فالمسلول على هذا: هو الرداء، لا معطي الرداء، كما قاله التبريزي، وقال البكري فيما كتبه على "أمالي القالي": في هذا البيت ثلاثة أقوال، قال قوم: إن عروة لما قتل، ألقى عليه رداءه رجل من القوم فكفنه به، وقال آخرون: بل الذي ألقى عليه الرجل [رداءة] هو خراش، وذلك أن رجلاً: من ثمالة ألقى عليه