للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن محله وداره ينتج له سلواً، وقد تداوينا بكل واحد من ذلك فلم ينجع، إلا أنه على الأحوال كلها وجدت قرب الدار منه خيراً من بعدها منه، لما توسوس به النفس في الوقت من طمع فيه، ولتطلع المجاورين له، وتجدد والحديث عنه، إلى كثير مما يعدم في البعاد، ثم رجع عنه فقال: على أن تقارب الدار لا يكاد ينفع إذا كان المحبوب لا ودّ له، ولا ميل معه. انتهي. وما أحسن قول أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن إبراهيم بن الخصيب:

لا تجعلن بعد داري ... مخسَّساً لنصيبي

فربَّ شخصٍ بعيدٍ ... إلى الفؤاد قريب

وربَّ شخصٍ قريبٍ ... إليه غير حبيبي

ما القرب والبعد إلاَّ ... ما كان بين القلوب

وروى صاحب "الأغاني" بسنده إلي حماد بن إسحاق قال: كان العباس بن الأحنف إذا سمع شيئاً يستحسنه أطرفني به، وأفعل مثل ذلك، فجاءني يوماً فوقف بين الناس، وأنشد لابن الدمينة:

ألا ياصبا نجدٍ متى هجت من نجد ... الأبيات المذكور

ثم ترنج ساعة وقال: أنطح العمود برأسي من حسن هذا؟ ! فقلت: لا، ارفق بنفسك. انتهي.

ورأيت البيتين الأخيرين قبل البيت في قصيدة عدتها تسعة عشر بيتاً ليزيد بن الطَّثرية، أوردها أبو علي القالي في "ذيل أماليه" قال: وأنشدنا

<<  <  ج: ص:  >  >>