للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تمامه:

تصلُّ وعن قيضٍ ببيداء مجهل

على أن "على" فيه اسم بمعنى فوق، لدخول الجر عليها، وذكر سيبوية معناها حقيقة ومجازاً، ثم قال: فقد يتسع هذا في الكلام ويجئ كالمثل، وهو اسم، ولا يكون إلا ظرفاً، ويدلك على أنه اسم قول بعض تاعرب: نهض من عليه، وقال الشاعر: غدت من عليه .. البيت، قال الأعلم: الشاهد دخول من على "على" لأنها اسم في تأويل فوق، كأنه قال: غدت من فوقه، وقال الخفاف في "شرح الجمل": وقال أبو عبيدة: المعنى: غدت من عندهـ لأنها بعد خروج الفرخ من البيضة انتقلت الفوقية إلى العندية، فصارت عنده لا عليه، قال الأستاذ ابن خروف: بل الفوقية ثابتة ما دام صفة الفرخ، وإن لم يكن، والفوقية بجناحها. انتهي. وصريح كلام سيبوية أن اسميتها بدخول من عليها مختص بالشعر، وهو ظاهر كلام غيره أيضاً، وزعم ابن عصفور في كتاب "الضرائر" أن "على" في هذا البيت وفي أبيات أخر أنشدها، استعملت اسماً للضرورة إجراء لها مجرى ما هي في معناه وهو فوق، ومذهب سيبوية يرد قولين؛ أحدهما للفراء ومن تبعه من الكوفين، وهو أن: عن وعلي إذا دخل عليهما "من" باقيان على حرفيتهما لم ينتقلا إلى الاسمية، وزعموا أن من تدخل على حروف الجر كلها سوى مذ واللام والباء وفي. وثانيهما لجماعة من البصريين، وهم ابن الطراوة وابن طاهر وابن خروف وأبو علي الرندي، والأستاذ أبو على في

<<  <  ج: ص:  >  >>