أحد قوليه، زعموا أن "على" اسم دائمًا، ولا تكون حرفًا، قال أبو حيان: ومن قال باسميتها دائمًا يقول: إنها معربة، ومن جوَّز أنها تنتقل إلى الاسمية اختلفوا، فقال بعض أشياخنا: هي معربة إذ ذاك، وقال أبو القاسم بن القاسم: هي مبنية، وألفها كألف هذا، فهي كعن وكاف التشبيه ومذ ومنذ إذا كنُّ أسماء. انتهى. وإلى هذا ذهب صاحب "الكشاف" وتبعه الرضي، قال: فإن قلت: فلم جاز في حاشا لله أن لا ينون بعد إجرائه مجرى براءة لله؟ قلت مراعاة لأصله الذي هو الحرفية؛ ألا ترى إلى قولهم: جلست من عن يمينه، تركوا عن غير معرب على أصله، وعلى في قوله: غدت من عليه. انتهى.
والبيت من قصيدة لمزاحم العقيلي عدتها أربعة وثمانون بيتاً مذكورة في "منتهى الطلب من أشعار العرب" وقبله:
قطعت بشوشاةٍ كأنّ قتودها ... على خاضب يعلو الأماعز مجفل
غدوّا طوى يومين عند انطلاقها ... كميلين من سير القطا غير مؤتل
الشوشاة، بفتح الشين المعجمة: الناقة الخفيفة، والقتود بضم القاف والمثناة الفوقية: جمع قتد، بفتحتين، وهو خشب الرحل، والخاضب، بمعجمتين، هو ذكر النعام الذي الربيع فاحمرّ ساقاه، والأماعز: جمع أمعز، بالعين المهملة والزاي، وهي الأرض الكثيرة الحصباء، ومجفل: اسم فاعل من أجفل بمعنى نفر. وقوله: أذلك أم كدرية؟ الإشارة إلى الخاضب، والكدرية بالضم: