للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القطاة الغبراء اللون، وذلك: خبر مبتدأ محذوف تقديره: أتلك الشوشاة ذلك الخاضب أم كدرية؟ شبه ناقته في الخفة والسرعة بأحدهما على طريق تجاهل العارف. وجملة: ظل فرخها لقى .. الخ: صفة لكدرية، واللقى، بفتح اللام والقاف: الملقى والمطروح، وشرورى: جبل بين مكة والكوفة، والمعيَّل، بصيغة اسم المفعول: الفقير، وقيل: المهمل، شبه فرخها في إنفراده وسوء حاله باليتيم، قال اأصمعي: إنما قال: لقى بشرورى، لأن القضاة لا تبيض إلا بالأرض في مفاحص ونقر، ولا تعشش في الشجر. وقوله: غدت من عليه ... الخ، قال أبو حاتم للأصمعي: كيف قال: غدت، والقطاة إنما تذهب إلى الماء ليلاً؟ فقال: لم يرد الغدو، وإنما هذا مثل للتعجيل، والعرب تقول: بكر إلى العشية ولا بكور هناك. وفاعل غدت ضمير الكدرية، يريد أنها أقامت مع فرخها حتى احتاجت إلى ورود الماء، وعطشت فذهبت تطلب الماء عند تمام ظمئها، والظمء بالكسر مهموز الآخر: مدة صبرها عن الماء، وأراد بذكر الفرخ سرعة طيرانها لتعود إليه مسرعة، لأنها كانت تحضنه. وقوله: تصلّ، أي: تصوت؛ جملة حالية، وإنما يصوت حشاها من يبس العطش، فنقل الفعل إليها، وقيل: تصوت في طيرانها، وهو اسمية عن، وإن كان معطوفاً على "من عليه" فعن حرف، والقيض، بفتح القاف: قشر البيضة الأعلى، وإنما أراد قشر البيضة التي خرج منها فرخها، وقوله: ببيداء، البيداء: المفازة، وروي، بزيزاء، بزاءين معجمتين بكسر الأولى وفتحها، وهو: ما غلظ من الأرض التي لا شجر فيها، ومجهل بفتح الميم والهاء: أرض لا يهتدى فيها، ومؤتل: مقصر. ومن هنا إلى آخر القصيدة خمسة وعشرون بيتاً كلها في وصف القطا، وقد شرحنا هذه الأبيات

<<  <  ج: ص:  >  >>