للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو حيان: الذي ظنه هذا الظان صحيح، وما رد به المصنف فاسد، لأنه اعتقد أن الفاعل بيزيد هو المفعول به، وليس كذلك، بل الفاعل بيزيد عائد على قوم، "وهم" المتصل بيزيد عائد على من سبق ذكره في الشعر من الذين فارقهم، فاختلف مدلولا الفاعل والمفعول. انتهى. وهذا هو الحق لا شبهة فيه، وإليه أشار ابن عصفور في كتاب "الضرائر" قال: ومنه وضع ضمير الرفع المنفصل بدل ضمير الرفع المتصل، نحو قول المرّار بن منقذ:

لم آت بعدهم حيًّا فأخبرهم ... إلّا يزيدهم حبًّا إليَّ هم

يريد: إلا يزيدونهم حبًا إلي، فوضع الضمير المنفصل، وهو: هم، موضع الضمير المتصل، وهو: الواو، للضرورة، وقول طرفة:

أصرمت حبل الحي أم صرموا ... يا صاح بل صرم الحبال هم

يريد: بل صرموا الحبال، فوضع أيضاً الضمير المنفصل موضع الضمير المتصل لما اضطر إلى ذلك. انتهى.

وقول المصنف: فغن مراده أنه ما بصاحب قوماً .. الخ، أراد به معنى البيت وإيضاح المراد منه، كصنيعه في شرح أبيات الناظم قال: معنى البيت أنه ما يصاحب من بعد قومه قوماً، فيذكر قومه، إلا يزيد أولئك القوم قومه حبًا إليه، إمًا لما يرى من تقاصرهم عن قومه، أو لما يسمع منهم من الثناء عليهم، والذكر على الأول بالقلب، وعلى الثاني باللسان، ويشهد للأول أنه يروى: "فأخبرهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>