للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا حبَّذا أنت يا صنعاء من بلدٍ ... ولا شعوب هوًى مني ولا نقم

ولن أحبَّ بلادًا قد رأيت بها ... عنسًا ولا بلدًا حلَّت به قدم

إذا سقى الله أرضًا صوب غاديةٍ ... فلا سقاهنَّ إلّا النّار تضطرم

وحبَّذا حين تمسي الرِّيح باردًة ... وادي أشيٍّ وفتيانٌ به هضم

الحاملون إذا ماجرَّ غيرهم ... على العشيرة والكافون ما جرموا

والمطعمون إذا هبَّت شاميًة ... وباكر الحيَّ من صرَّادها صرم

وشتوةٍ فلَّلوا أنياب لزبتها ... عنهم إذا كحلت أنيابها الأزم

حتّى انجلى حدُّها عنهم وجارهم ... بنجوةٍ من حذار الشَّرِّ معتصم

هم البحور عطاءً حين تسألهم ... وفي اللِّقاء إذا تلقى بهم بهم

وهم إذا الخيل جالوا في كواثبها ... فوارس الخيل لا ميلٌ ولا قزم

لم ألق بعدهم حيَّا فأخبرهم ... إلّا يزيدهم خبًّا إليَّ هم

كم فيهم من فتًى حلٍو شمائله ... جمِّ الرَّماد إذا ما أخمد البرم

قال التبريزي: صنعاء مدينة اليمن، وشعوب، بفتح الشين، ونقم، بضم النون والقاف: موضعان باليمن، وعنس بفتح العين، وسكون النون، وقدم، بضم القاف وفتح الدال: حيتان باليمن، وأشيّ: بضم الألف وفتح الشين المعجمة، وتشديد الياء؛ قال أبو عبيد البكري: هو

<<  <  ج: ص:  >  >>