حذف لام الجر لكثرة الاستعمال، وقدر لام التعريف، فبقي: لاه ابن عمك فبني لتضمن الحرف. هذا كلامه، وهو مخالف لكلام النحاة/ منهم الأندلسي، فإنه صرح في "شرح المفصل" كون الكسرة في "لاه" إعراب، قال عند قول "المفصل": وتضمر كما تضمر اللام: هذا هو الوجه الثالث، وهو أن تحذف الحرف لفظًا وتقدره معنى، ويبقى عمله كما تضمر ربّ، وقولهم: إن المحذوف من "لاه" هو لام الجر مع لام التعريف، هو الصحيح. وزعم المبرد أن المحذوف لام التعريف واللام الأصلية، والباقية هي لام الجر الفتح، وفي هذا المقام كلام طويل أودعناه في الشاهد الثالث والعشرين بعد الخمسمائة من شواهد الرضي.
وقول المصنف: ولا أنت مالكي فتسوسني .. ؛ أشار بالمالك إلى تفسير الدَّيان، وهو القيِّم بالأمر، المجازي به، وهو فعَّال من الدين وهو الجزاء، وفي "القاموس": الديان: القهار والقاضي والحاكم والمجازي الذي لا يضيع عملًا، بل يجزي بالخير والشر. وأشار بـ"تسوسني" إلى تفسير تخزوني، بالخاء والزاء المعجمتين؛ مضارع خزاه حزوًا، بالفتح: ساسه وقهره وملكه، وساسه من السياسة، وأما الخزي، بالكسر، وهو الهوان والذل، فالفعل منه كرضي، وأخزاه الله: أفضحه، قال الدماميني: يحتمل الرفع والنصب في "فتخزوني" كما يحتملها نحو: ما تأتينا فتحدثنا، أي: ولا أنت مالكي فكيف تسوسني؟ أو: ليس لك ملك فسياسة، وعلى تقدير النصب فالفتحة مقدرة، كما في قوله: