للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذبل: هذا من شواهد سيبويه، قال الأعلم: الشاهد فيه إقحام زيد الثاني بين الأول وما أضيف إليه، والتقدير: يا زيد اليعملات زيدها، فحذف الضمير اختصارًا، وقدم فاتصل باليعملات، فوجب له النصب، وقد كان زيد الأول مضافًا إليها، فبقي على نصبه، وجاز هذا لأن النداء كثير الاستعمال، فحتمل التغيير، ورفع زيد الأول أكثر وأقيس، لأنه منادى مفرد بيِّن باسم مضاف على طريق البدل، وعطف البيان الذي يقوم مقام الصفة. واليعملات، بفتح التحتيّة والميم: الإبل القوية على العمل، والذبل: الضامرة لطول السفر، وأضاف زيدًا إليها لحسن قيامه عليها ومعرفته بحدائها. وقد وقع هذا البيت أول بيتين لعبد الله بن رواحة الأنصاري رضي الله عنه، قالها في غزوة مؤتة خاطب بهما يتيمًا كان في حجره، خرج به إلى غزوة مؤنة، وهو زيد بن أرقم، وثانيهما:

تطاول اللَّيل عليك فانزل

والله أعلم بحقيقة الحال. وقوله: ومنهل، أي: ربَّ منهل، قال الصاغاني في "العباب": المنهل: المورد، وهو عين ماء تردها الإبل في المراعي، وتسمى المنازل التي في المفاوز على طريق السفار: مناهل، لأن فيها ماء، وما كان على غير الطريق لا يسمى منهلًا، ولكن يقال: ماء بني فلان. انتهى.

وقفر، بالجر: صفة لمنهل، والأعطان: جمع عطن –بفتحتين – وهو مبرك الإبل حول الحوض، وقوله: لم تسهل، يريد: ترعرت وصارت فيها الحجارة، فإن السهل ضد الحزن، وقوله: عليه نسج العنكبوت المرمل؛ والمرمل: اسم مفعول من أرملت الخوص ورملته ترميلًا: إذا رفقت نسجه وسفيفه، يقول: نسج عليه العنكبوت نسجًا رقيقًا لخلوه من الواردين، وطول العهد بالمارة عليه،

<<  <  ج: ص:  >  >>