للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انتهى. وشعفان: مثنى شعف: قرنان من نجد، قال البكري: ويجوز إسكان العين من شعفين، وأنشد هذا البيت. وهذا ليل لما قاله أبو حيان. وموت الصبا السحاب: استدرّته، فلما ضعفت عنه بالتجاوز عنه أمطر بشعفين، والفتور في الصبا مجاز.

وقد حرف العيزري في "مدني الأريب من مغني اللبيب" موضعين من المصراع من البيت الشاهد قال: ومنها الظرفية قال:

وآس سراة الحيّ حيث لقيتهم ... ولا تك عن حمل الرِّياضة واهنا

أي: في حمل، بدليل: {ولا تهنوا في ابتغاء القوم} [النساء /١٠٤] ومنه: وهن في الأمر بمعنى: أبطأ في أمضائه، ومثله: ونى فيه، بمعناه {ولا تنيا في ذكري} [طه /٤٢] قال: وظاهر "ونى عن كذا": جاوز عنه فلم يدخل فيه، وونى فيه: دخل على فتور، وضعف عن إمضائه. إلى هنا كلامه. وباليته أبقى المتن على حاله، ولم يفسده بهذيانه، ومن كان مبلغه من العلم هذا، كيف يجوز له أن يختصر مثل هذا الكتاب، ويدعي تحريره في تهذيبه، وجهالته تفضحه وتهذي به!

والبيتمن قصيدة للأعشى ميمون البكري، تشتمل على نصائح وأمر بمكارم الأخلاق، وأولها:

ذريني لك الويلات آتي الغوانيا ... متى كنت زرّاعًا أسواق السَّوانيا

ترِّّجي ثراءً من سياس ومثلها ... ومن قلبها ما كنت للمرء راجيًا

سأوصي بصيرًا إن دنوت من البلى ... وكلُّ امريءٍ يومًا سيصبح فانيا

بأن لا تأَنَّ الودَّ من متباعدٍ ... ولا تنأ إن أمسى بقربك راضيا

<<  <  ج: ص:  >  >>