على أن "عن" اسم لدخول "على" عليها، ولم ير جرٌّ "عن" بـ "على" إلا في هذا البيت، وقد أنشده أبو حيان في "شرح التسهيل" وفي "الارتشاف" كذا، وتبعه العيني والسيوطي وغيرهما، وعلى متعلقة بـ "مرت". وفي "تهذيب الأزهري" قال الليث: الطير معروف، وهو اسم جامع مؤنث والواحد طائر، وقلما يقولون طائرة للأنثى، وقال أحمد بن يحيى: الناس كلهم يقولون للواحد كائر، وأبو عبيد معهم، ثم انفرد فأجاز أن يقال طير للواحد، وجمعه على طيور. انتهى. والمراد هنا الجمع بدليل سنحًا، وهو حال منه، جمع سانح، وهو ما أتاك عن يمينك من طائر أو ظبي أو غير ذلك بتيمَّن به، تقول: سنح لنا سنوحًا كذا في "تهذيب أزهري" وقال المبرد: السانح: ما أراك مياسره فأمكن الصائد، والبارح: ما أراك ميامنه فلم يمكن الصائد إلا أن يتحرف له، وقال ابن دريد: السانح يتيمن به أهل نجد، ويتشاءمون بالبارح، ويخالفهم أهل العالية بالعكس، والجابه والناطح: اللذان يستقبلانك، والقعيد: الذي يأتي من ورائك. والكادس: الذي ينزل عليك من فوق الجبل، وكذا في "العمدة" لابن رشيق عن الليث. وقوله: وكيف سنوح؛ كيف: اسم استفهام للإنكار متعلقة بمحذوف على أنه خبر مقدم، وسنوح: مبتدأ مؤخر، وصح الابتداء بالنكرة لتقدم الخبر وتقدم الاستلهام، ولكون السنوح عبارة عن مرور