للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطير من جهة اليمين، وجملة "واليمين قطيع": حال من ضمير الظرف، وهو كيف، يقول: أي يمن وأي فائدة في مرور الطير في حالة كون اليمين مقطوعة، ولو كانت اليمين سالمة لأمكن صيدها بسهم أو مقلاع أو غيرهما! أو المعنى: أي يمن في مرورها بعد قطع اليمين؟ ولو مرت قبل قطع يميني لتمنت بها.

ولم أقف على بقية الأبيات، ولا على قائله حتى أتحقق مقصود الشاعر من السياق. واليمين: اليد اليمنى مؤنثة، وقطيع: بمعنى مقطوع.

والمصنف إنما أنشد المصراع الأول اكتفاء لشهرته بشروح "التسهيل والارتشاف" ولكون الدماميني لم يستحضر المصراع الثاني، قال: هذا نصف بيت من بحر الطويل لا بيت، ولا أعرف تمامه، ولم أر من أنشده تامًا. انتهى. قال ابن الملا: وكأنه لم يقف عليه في "شرح الشواهد" بعد ذهاب الدماميني إلى الهند، وعلى فرض أنه شرحها قبل ذهابه لم يشتهر، مع أن المعاصر حاله معلومة، ورتبة العيني فى النحو وغيره بالنسبة إلى الدماميني ظاهرة واضحة، هذا وقد كمل العيزري في "مدني الأريب من حاصل مغني اللبيب" البيت بمصراع آخر قال:

على عن يميني مرَّت الطَّير سبحَّاً ... رجومًا بأقطار الفضا وشمالي

أي: على جانب يميني، واستشهد بالبيت للغة "أكلوني البراغيث" ورووه لذلك: "على عن يميني مرّها الطير سبحًا .. " و"على" هذه من "علا يعلو" وفيه ضمير المرَّ، والهاء في مرها: ضمير الطير، لأنها مؤنثة، كما قال تعالى: {والطير محشورةً} [ص/ ١٩] وقدمه على ظاهره على مقتضى اللغة المذكورة، هذا كلامه، ومن خطه نقلت، وضبط في الموضعين "سبحًا" بموحدة بدل النون، وهو تحريف قطعًا والمصراع الثاني لا أشك أنه مصنوع، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>