الله عنه، وخلده في النار، فأشار إليه بقوله: فقل لمن يدعي في العلم .. البيت. قال أبو حاتم السجستاني: إن أبا نواس كان صحب النظام صغيرًا، فأخذ الكلام منه، ثم فارقه وهجاه بقوله: فقل لمن يدعي في العلم فلسفة ... البيت. ومن العجيب هنا ما في "الحواشي الحسنية على المطول" عند ذكر قوله: صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها .. البيت، فإنه قال: هو في صفاء الذهب، وقيل: هي الخمر، قال المرزباني في كتاب "الموشح": أخبرني محمد بن يحيى قال: قال المجنون:
تداويت من ليلى بليلى وحبَّها ... كما يتداوى شارب الخمر بالخمر
فكان هذا من أحسن المعاني بأحسن الألفاظ، وإن كان الأصل فيه قول الأعشى:
وكأسٍ شربت على لذَّةٍ ... وأخرى تداويت منها بها
فأخذه أبو نواس، فوالله ما بلغه وظهر في لفظه تكلف، فقال: دع عنك لومي .. البيت، والكلفة في قوله:"بالتي هي الداء". وقال البحتري سارقًا للفظ، ومقصرًا عن الطبع والمعنى:
تداويت من ليلى بليلى فما اشتفى ... بماء الرُّبى من بات بالماء يشرق